إيقاع الساعة البيولوجية


الساعة البيولوجية:إن داخل دماغ الإنسان ساعة تسمى الساعة البيولوجية تعمل على ضبط إيقاع يومه ما بين اليقظة و الراحة وبصحة جيدة و انسجام تام مع بيئته، و تسمح له أن يعيش

السفر في العطل الصيفية

يسافر البعض إلى أماكن بعيدة قد تبعد آلاف الكيلومترات شرقًا أو غربًا. وقد يعاني بعض المسافرين في الأيام الأولى من وصولهم إلى وجهة سفرهم من اضطرابات في النوم نتيجة للتغير المفاجئ في التوقيت أو ما يعرف بالجت لاك (JetLag) والسبب هو اضطراب في الساعة البيولوجية.

 ماهي الساعة البيولوجية؟

 

جعل الله سبحانه وتعالى للإنسان دورة يومية منتظمة مع تعاقب الليل والنهار، فخص النهار للسعي والعمل وخص الليل للراحة والسكون. إن داخل دماغ الإنسان ساعة تسمى الساعة البيولوجية، تعمل على ضبط إيقاع اليوم ما بين اليقظة والراحة وتسمح له بالانسجام التام مع بيئته، وذلك من خلال تحكمها بالنشاط الهرموني وهي التي تمكنا من الاستيقاظ صباحا وتوجهنا للنوم في كل ليلة. مثلاً: ينشط أثناء النهار: الجهاز العصبي -القلب والدورة الدموية والتنفس ويزداد إفراز الهرمونات التي توفر الطاقة مثل الكورتيزون (قمة صباحية) وأثناء الليل يزداد نشاط الإفرازات التي تؤدى الى راحة واسترخاء أجهزة الجسم مثل الميلاتونين.

والساعة البيولوجية مدعمة ذاتيا وتعمل بصورة فطرية وأن المتغيرات أو المؤثرات الخارجية (الضوء والظلام -اليقظة والنوم -الضوضاء والسكون) تعمل في إطار إعادة ضبط الساعة وإعادة تكيف الساعة البيولوجية مع الدورة البيئية السائدة. بالمختصر توجد إذن على مدار اليوم لحظات مناسبة للنشاط الجسدي والفكري، وأخرى للغذاء والراحة ولحظات من أجل النوم واضطرابات النوم وحدوث الاكتئاب وبعض الأمراض قد تحصل نتيجة عدم تناغم حياتنا اليومية مع عقارب الساعة البيولوجية

 

أين تقع الساعة البيولوجية في جسمنا؟

اكتشف العلماء مجموعة من الخلايا أسفل وسط المخ اسمها ” النواه ” وهي مركز التحكم في الساعة البيولوجية والتعرض لضوء النهار بصوره يوميه ضروري لانتظام ايقاع الساعة البيولوجية مع ايقاع الطبيعة والحرمان من الضوء لا يمنع الساعة البيولوجية من العمل ولكن تعمل بصوره غير طبيعية.الساعة البيولوجية

ما أعراض اختلاف التوقيت؟

اختلاف التوقيت بسبب السفر بالطائرة عبر عدة نطاقات زمنية، كالسفر من دبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية يتسبب في أعراض مختلفة تبدأ بالظهور خلال اليوم الأول وتعزى الأعراض المصاحبة لاختلاف التوقيت إلى التغير الحاد الذي يطرأ على الساعة الحيوية في الجسم، حيث يجب على الشخص الاستيقاظ عندما يطلب جسمه النوم، والنوم عندما يطلب جسمه الاستيقاظ. فعلى سبيل المثال، فرق التوقيت بين دبي ونيويورك نحو ثماني ساعات. فإذا وصل الشخص الى نيويورك في الصباح الباكر فإن ساعته الحيوية ستخبره أن الوقت هو وقت الظهر (حسب التوقيت في دبي). وإذا كان ذلك الشخص معتادًا على القيلولة في ذلك الوقت فإنه سيشعر بالخمول والنعاس. وعندما تكون الساعة الثالثة عصرًا في نيويورك فإن ساعته الحيوية ستخبره أن ذلك هو وقت نومه وهكذا.وقد يشكو الأشخاص المسافرون من النعاس في الأوقات التي تتطلب الاستيقاظ، قلة النشاط خلال النهار، آلام في الجسم، الصداع، تعكر المزاج، نقص في الشهية، والأرق أثناء الليل.

 

كيف يمكن تجنب هذه الأعراض أثناء السفر؟

هناك بعض النصائح السلوكية التي قد تساعد على سرعة التأقلم مع اختلاف التوقيت في جهة السفر، وتساعد على تخفيف أعراض اختلاف التوقيت:

  • إن أمكن حاول تغيير وقت نومك واستيقاظك عدة أيام (يومين أو ثلاثة) قبل سفرك ليتناسب مع وقت النوم والاستيقاظ في وجهة سفرك بمعدل ساعة يوميًا

  • عند الصعود إلى الطائرة، عدّل عقارب ساعتك إلى توقيت جهة سفرك. وإذا أمكن قم بذلك التعديل يومًا أو يومين قبل موعد سفرك لأن ذلك يساعد على سرعة التكيف مع التوقيت الجديد.

  • حقيبة النوم -حاول اخذ حقيبة صغيرة فيها كل ما تحتاجه خلال الرحلة، وضعها بجانبك، وهكذا لن تحتاج الى النهوض من مكانك لتحصل على ما تريد. الحقيبة تشمل وسادة للنفخ لراحة الرقبة، وسدادات الاذن، عصابة العينين ايضا، يجب ان تأخذ كتابا للمساعدة على النوم في الطائرة.

  • قم بتمرين العضلات وأنت في مقعدك حتى تتجنب آلام وشد العضلات.

  • اللباس -ارتد لباسا مريحا للطيران، والذي يكون لطيفا للنوم. تجنب بناطل الجينز، والاحزمة الضيقة وربطات العنق. في رحلات الطيران الطويلة يفضل ان تذهب الى الحمام في بداية الرحلة وتستبدل ملابسك بمنامة (بيجاما). وتذكر جلب جوارب لأنه في مراحل معينة من رحلة الطيران يكون الطقس باردا جدا.

  • الطعام والشراب خلال الرحلة يفضل الا تشرب المشروبات التي تسبب الجفاف مثل القهوة والشاي والكولا والمشروبات الكحولية. تزود بعلبة مياه والتي يمكنك ان تشرب منها قبل وبعد النوم. حاول شرب كميات جيدة من الماء خلال الرحلة؛ حيث إن بيئة الطائرة تؤدي إلى الجفاف. المعدة الممتلئة لا تساعد على النوم الجيد، لذلك من الافضل تجنب وجبة الطعام التي تقدم عادة في بداية الرحلة إذا رغبت بالنوم أثناء الطيران

  • النوم في الطائرة دون انقطاع -في اللحظة التي تتمكن فيها من النوم، سوف تطلب نوما هانئا دون ازعاج. اربط حزام الامان فوق البطانية، حتى لا توقظك المضيفات وينبهنك اثناء المطبات الهوائية اطلب من المضيفات عدم ايقاظك اثناء تقديم وجبات الطعام، ويمكنك ان ترتب في بداية الرحلة امر حصولك على الطعام بعد استيقاظك. تأكد من توفر كل الاشياء التي تحتاج اليها في حال استيقظت مثل زجاجة من المياه او وسادة اضافية وهكذا لن تكون مضطرا للقيام والعودة للنوم. وبهذا تحصل على نوم عميق وسهل.

  • إذا كانت رحلتك ستصل إلى وجهة سفرك في النهار، حاول النوم خلال الرحلة حتى تصل نشيطًا. إما إذا كانت رحلتك ستصل ليلا، فحاول التقليل من النوم بالطائرة حتى تستطيع النوم عند وصولك.

  • في الأيام الأولى، تجنب الوجبات الثقيلة في الأوقات التي لا تتناسب مع مواعيد أكلك في موطنك حتى تتوافق الساعة الحيوية في جسمك مع التوقيت الجديد، وتجنب الوجبات الثقيلة قبل وقت النوم لأن ذلك يؤدي إلى سوء في نوعية وجودة النوم.

  • الكثير من المسافرين يذهبون للنوم حال وصولهم إلى جهة سفرهم بسبب الإجهاد، حتى وإن لم يكن وقت النوم مناسبًا، مما ينتج عنه عدم القدرة على النوم عند حلول الليل. لذلك وإن كان ولا بد من النوم بعد الوصول من السفر؛ فإنه يجب أن يكون وقت النوم قصيرًا حتى تتمكن من النوم لاحقًا.

  • تجنب التمارين المجهدة قبل وقت النوم.

  • حمام دافئ قد يساعد على استعادة الجسم حيويته وانتظام النوم.

  • ضوء النهار هو العامل الأساسي الذي يؤدي إلى تنظيم الساعة الحيوية في أجسامنا، لذلك حاول التعرض للضوء في الأوقات المناسبة وتجنبها في الأوقات غير المناسبة. وتوقيت التعرض للضوء يعتمد على وجهة السفر شرقًا كان أم غربًا. وتفصيل ذلك يطول ولكن ببساطة يُنصح المسافرون غربًا بقضاء بعض الوقت في ضوء الشمس وقت العصر (آخر اليوم) لأن ذلك يؤدي إلى تأخير الإيقاع اليومي للجسم، والمسافرون شرقًا بقضاء بعض الوقت في ضوء الشمس وقت شروق الشمس حيث يؤدي ذلك إلى تقديم الإيقاع اليومي للجسم.

  • ربما تكون قد سمعت عن أو استخدمت بعض العقاقير المنومة خلال سفرك لتساعدك على التغلب على مشكلة اختلاف التوقيت. من هذه العقاقير عقار الميلاتونين وتوقيت أخذ الميلاتونين مهم جدًا لتعديل الساعة الحيوية في الجسم. وبصورة عامة ومبسطة، يمكن القول إن أخذ عقار الميلاتونين آخر اليوم (وقت المساء) يساعد على تقديم الساعة الحيوية في الجسم، ويُنصح به للمسافرين شرقًا، وأخذ العقار أول اليوم (الصباح) يساعد على تأخير الساعة الحيوية في الجسم، ويُنصح به للمسافرين غربًا.

  • وأخيرًا، إذا كنت مسافرًا في رحلة عمل، حاول ترتيب مواعيد اللقاءات المهمة بحيث تكون في الوقت الذي يكون فيه جسمك في قمة نشاطه.